إذا ساد العدل في المجتمع فإن الأفراد يعيشون في أمان آمنين علي أنفسهم وأموالهم وأولادهم.. لذا فإن “العدل أساس الملك”.. نعم هي حكمة قديمة ولكن تثبت الأيام مصداقيتها.. والعدل من القيم الانسانية الأساسية التي جاء بها الاسلام ومفهومه الانساني اعطاء كل ذي حق حقه.. قال تعالي في كتابه الكريم “إن الله يأمر بالعدل والاحسان وإيتاء ذي القربي وينهي عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون” آية 90 من سورة النحل أي انه لا تستقيم الحياة إلا بالعدل.. وهذه الآية تثبت بأن العدل قانون إلهي.. وحتي لا تتصرف الأهواء في أحوال العباد والبلاد ولا تتلاعب بها الشهوات والعصبيات والائتلافات والأحزاب.. فالقوانين الإلهية لا تبديل ولا تغيير فيها.. ويجب علي الحاكم أن يقيم العدل بين الرعية بتطبيق ما أمر الله به دون محاباة لقريب أو صديق ويجب أيضا علي الرعية تنفيذ ما أمر الله به دون مجاملة وأن يتصفوا بالعدل في العهود والاتفاقيات والقول والكيل والميزان فالعدل يتصف به المسلم دون غيره.. فإذا كان هذا هو حال المسلم المعتدل فلم القلق من ذلك التشويه وهذه الحرب الشعواء ضد الاسلام والاسلاميين لمجرد تقدمهم في الجولات الانتخابية.. الله عز وجل عدل في خلقه وعدل في أمره كله.. ونحن عباده المؤمنين ينبغي أن نكون معتدلين في أفعالنا.. ونسعد بقدوم الاسلام المعتدل الذي يحكم بين الناس بالعدل ويحتوي كل التيارات والأطياف والأحزاب والأديان فالاسلام الوحيد القادر علي ذلك لأن من أعمدة حكمه العدل.. وكلنا يعلم قصة “رسول كسري” الذي جاء لمقابلة عمر بن الخطاب أمير المؤمنين وظل يبحث عن القصر وهو في مخيلته مثل قصور كسري وقيصر.. ولكنه لم يجد قصرا ولا حراسا.. فدله الناس علي رجل نائم تحت الشجرة فلم يصدق فذهب إليه فإذا به عمر بن الخطاب رضي الله عنه قد افترش الأرض والتحف السماء وعليه بردته القديمة.. فقال الرجل قولته المشهورة “حكمت.. فعدلت .. فأمنت.. فنمت يا عمر”.. نعم أمنت لما أقمت العدل فنمت نوما قرير العين.. فكان الفاروق رضي الله عنه يتحري العدل حتي يكون أهلاً لخلافة المسلمين هذا هو ديننا الحنيف وهذا هو النموذج المنتظر لأمير المؤمنين قولا وفعلا.. وسئل عمر بن الخطاب رضي الله عنه “أيوشك أن تخرب القري وهي عامرة قال: نعم إذا علا فجارها علي أبرارها”.. لأن الفجار لا يقيمون العدل.. وقال الله عز وجل في كتابه العزيز “وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا” آية 16 من سورة الإسراء.. فنحن شعب مصر نمر بمرحلة غاية في الأهمية ولا نطلب سوي العدل في كل أمور حياتنا.. وهذه فرصتكم أيها الاسلاميون لصالح العباد والبلاد لتطبيق شرع الله في أرض الله.